شبكة قدس الإخبارية

ما هو مصير القوائم الانتخابية بعد تأجيل الانتخابات؟ 

20210329052826
نداء بسومي

الضفة المحتلة - قُدس الإخبارية: مع إغلاق باب قبول الترشح للانتخابات في 31  آذار 2021، اعتمدت لجنة الانتخابات المركزية 36 قائمة انتخابية، صنّفت 7 قوائم منها كقوائم حزبية، مقابل 29 قائمة تمثل مستقلين وحِراكات مطلبية. وبينما كان من المفترض أن تبدأ هذه القوائم دعايتها الانتخابية في 30 نيسان الماضي، قرر الرئيس محمود عباس، يوم الخميس 29  نيسان 2021،  تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، بحجة عدم موافقة الاحتلال على إجرائها في مدينة القدس.

وعلى إثر القرار، بدأت التساؤلات تطفو إلى السطح، حول مصير القوائم الانتخابية، خاصة تلك المستقلة وغير الحزبية، وقد أُجلت الانتخابات إلى موعد غير محدد، مع عدم وجود معطيات أو مؤشرات توحي بإمكانية إجرائها في الأشهر القريبة.

وفي حديثه لـ"شبكة قدس"، يرى الباحث والمحلل السياسي ساري عرابي، أن وجود القوائم الانتخابية الحزبية من وجود أحزابها السياسية، وبالتالي هي منخرطة في إطار أحزابها، وقد تبقى بعض هذه القوائم شبه متشكلة "على الأقل على المستوى النظري" لتكون جاهزة في حال قررت السلطة العودة للانتخابات.

في حين يتوقع أن تنحلّ القوائم الانتخابية التي شكلتها روابط عائلية أو عشائرية أو تلك الممولة من رجال أعمال، مستدركًا: "إلا إذا كان العاملون عليها على استعداد للاستمرار في العمل السياسي".

ويتابع عرابي معقبًا: "لا أظن أن تكون هذه القوائم، التي لا تنتمي لأحزاب سياسية ولا تمثل حِراكات، قادرة على الاستمرار في العمل السياسي، ولا سيما إذا كان هناك تضييق على الحريات خلال المرحلة القادمة، في حال لم تُجرَ حوارات أو اتفاقات وطنية بالمكتسبات التي من بينها حرية العمل السياسي لا سيما في الضفة المحتلة".

ماذا ينتظر قائمة "الحرية"؟

يؤكد المحلل السياسي عرابي، أن قائمة "الحرية" التي شكلها الأسير والقيادي في فتح مروان البرغوثي وناصر القدوة "قد تكون في حد ذاتها، بالنسبة لنفسها مشكلة، لأن البرغوثي هو الذي أعطى هذه القائمة دفعة".

ويضيف: "لذلك، هذه القائمة تنطوي على تناقض ما بين حال مروان البرغوثي الذي لا يزال قياديًا في حركة فتح وما بين ناصر القدوة المفصول من الحركة".

وفي حديثها لــ "شبكة قدس"، تقول عضو قائمة "الحرية" نور عودة، إن على القوائم الانتخابية "لعب دور إيجابي في حل الأزمة السياسية الراهنة والمساهمة في إيجاد حلول تفضي لتوافق وطني يعود بنا إلى المسار الصحيح والتغيير الديمقراطي من خلال صندوق الاقتراع".

 وترى عودة أن المبادرة السياسية التي طرحها القدوة أمس "شاملة وتشرك الجميع، بما فيها القوائم لتعود بنا للوحدة الوطنية والشراكة الحقيقية".

وبحسب عودة، فإنها نعتبر أن هذا الدور هو المطلوب من قائمة "الحرية" ومن باقي القوائم، "ويجب أن نكون جزءا من الحل والتغيير الواسع والعميق الذي يحتاجه الواقع السياسي الفلسطيني".

وفي هذا السياق، يرى الصحفي وأستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت صالح مشارقة، أن احتمالية عودة البرغوثي لحركة فتح قد تكون واردة، "لأنها ليست المرة الأولى التي يشكل فيها البرغوثي قائمة خارج قائمة فتح الرسمية"، موضحًا: "مروان اسم كبير لا يمكن لحركة فتح أن تتعامل معه مثلما تعاملت مع ناصر القدوة أو محمد دحلان".

ويستطرد مشارقة في حديثه لـ "شبكة قدس": "مستقبل هذه القائمة مرهون بالتطورات الداخلية لحركة فتح، وهناك أصوات كثيرة داخل الحركة تنادي بالمصالحات، فإن ذهبت لهذه المصالحات فإنها على الأغلب ستعود لحركة فتح، وإن بقيت التشرذمات موجودة، فإن القائمة ستستمر منفصلة عبر الملتقى الوطني الذي شكله القدوة".

قوائم الحراكات المطلبية.. إلى أين؟

وحول مصير القوائم الممثلة للحراكات المطلبية، يعتقد الباحث والأكاديمي مشارقة، أن تعمد هذه القوائم إلى بلورة هويتها السياسية، سيبقيها أطول فترة ممكنة، ويضيف: "هذه القوائم أمامها سنوات طويلة حتى يثبت ما يثبت منها في الحياة السياسية، ويندثر ما يندثر منها".

من جانبه، يقول رئيس قائمة وطن للمستقلين د. حسن خريشة في حديثه لـ "شبكة قدس": "إن قائمة وطن تأسست لتستمر، حتى تشكل كتلة مانعة بين الأقطاب الموجودة على الساحة الفلسطينية، وحتى تستمر يجب القيام بدورها سواء الوطني أو السياسي أو الاجتماعي"، على حد قوله.

ويرى رئيس قائمة وطن أن المطلوب حاليًا من القوائم أن تستمر في الحفاظ على شكلها، والإعلان بشكل واضح عن برامجها السياسية أو الوطنية أو الاجتماعية، "حتى يتعرف المواطن الفلسطيني العادي عليها".